Friday, June 26, 2009
Al-Ahram Al-Ektsady Magazine 2009/JUNE /26
أكدت الدراسة التي أعدتها غرفة الصناعة أن حجم القمامة في القاهرة وحدها يبلغ 16.5 مليون طن سنويا وان أكثر من 40% من إجمالي القمامة من المخلفات العضوية التي يمكن أن تستخدم في صناعة الأسمدة العضوية لاستصلاح وتسميد الأراضي . ويري رجال الأعمال والمستثمرون وخبراء البيئة والعلماء أن مجال تدوير القمامة في مصر لم يحظ بالاهتمام والاستثمار المطلوب وانه ثروة مهدرة وجزء منها يذهب حيث الدفن غير الأمن والجزء الآخر يجد يدا تهربه خارج البلاد حيث تتلقفه الصين لتعيد تصديره إلينا في صورة نهائية للاستهلاك المحلي أما الجزء العضوي من القمامة فكان يستثمر في تربية الخنازير التي أعلنت القاهرة أخيرا أنها خالية منها، أكد د. نادر رياض أن إعادة تدوير المخلفات يعتبر من المظاهر الحضارية للدول المتقدمة التي لها توجه مجتمعي وثقافي نحو الإحساس بالبيئة. (متاح باللغة الانجليزية – الالمانية )
المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية يري أن اعتماد تربية الخنازير علي الزبالة هو صورة مؤثرة في منظومة التلوث وإعدام هذه الخنازير جاء وقاية وحماية للصحة العامة للمواطنين بعد اكتشافنا أنها وعاء لهذا المرض الخطير الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه أصبح وباء من الدرجة السادسة. ويضيف : ونحن في مصر نمتلك إمكانيات هائلة غير مستغلة لذا قمنا بالتعاقد مع مصنع كبير للتدوير المتكامل للاستفادة من الزبالة التي تخرج من محافظة القليوبية. ويطرح د. رياض عدة أسئلة حول ماهية المخلفات التي يمكن الاستفادة منها أو القابلة للتدوير ثم ما الجدوى الاقتصادية لعملية التدوير ، وهل هناك حاجة لفرض رقابة علي مصانع التدوير… ويجيب بأن تحديد المخلفات القابلة للتدوير أمر ضروري لان كل المخلفات العضوية مثل مخلفات المطابخ والمجازر يمكن تحويلها إلي أسمدة زراعية، أما باقي المواد فيمكن تحويلها إلي زجاج معاد تدويره عن طريق مصانع الزجاج، وخامات الومنيوم عن طريق مصانع الالومينوم ، وكذلك الحديد الذي يمكن صهره وإعادة تشغيله وتشكيله، أما مخلفات الورق فيمكن إعادة تدويرها والاستفادة منها في دورة أو دورتين، كما أن مخلفات السيراميك والصيني ومواد البناء فيمكن استخدامها كمواد مالئة تكميلية في صناعة البلاط والطوب الأسمنتي التي تستخدم في الرصف والممرات، ولذا نركز علي ضرورة الفرز الجيد النظيف الخالي من الزيوت والمخلفات الأخرى لسهولة التصنيف مما يؤدي إلي التوريد للمصانع المخفضة بأسعار جيدة. وعن أهمية الرقابة علي مصانع التدوير، يري د. نادر رياض أن المبدأ العام أن مصانع التدوير لا تحتاج إلي رقابة خارجية حيث أنها معروفة التوجه أما ما يحتاج إلي الرقابة فهو عملية التسرب التي تخرج من مصانع بئر السلم التي تعمل علي إعادة استخدام العبوات بعد تنظيفها بالمواد الكيماوية وتعبئتها بمواد مغشوشة وإعادة طرحها بالأسواق مما يشكل خطرا حقيقيا لصناعات كاملة مثل الشامبو والمنظفات والعطور والمبيدات الحشرية وأجهزة الإطفاء والبطاريات الجافة.