Tuesday, May 11, 2004
Al-Ahram Newspaper 2004/MAY /11

رغم أن الإنسان يعتبر سيد الأرض يسخر إمكانياتها لخدمته متطلعاً بغير حدود للتقدم العلمي ليحمله عبر آفاق الطموح الغير محدود ، إلا أن طفل الإنسان يولد ضعيفاً عاجزاً لا يستطيع البقاء يوماً واحداً دون الاعتماد علي غيره وفي واقع الأمر فإن الآخر هو أكثر أهميه للأنا من الأنا ذاتها . ( متاح باللغة الانجليزية )

يبدأ الإنسان حياته طفلاً متفوق الذكاء ، إلا انه لا يستطيع أن يري نفسه أو يتعرف عليها إلا من خلال مشاهدته للآخر ، فيري كيف يلهو ويقفز ويجري الآخر ، فيتعلم كيـف يحاكيه ، ويبدأ في التعرف علي نفسه بمقارنة نفسه بالآخر ، فيقلد ما يحبه من فعل الآخرين ، وينأي بنفسه عن محاكاة الأخر في ما لا يحبه من تصرفات ، فإذا رغب الإنسان امتهن مهنه كان معلمه فيها هو الآخر ، وبدون الآخر لا تستطيع الأنا أن تتعلم حرفة يملك الآخر مفاتيح تفوقها ، وكل “أنا” تحتاج إلى “الآخر” ليقيمها ويعطيها درجات نجاحها ، فتعرف الأنا بهذا ترتيب موقعها من المجموع تفوقاً أو ما دون ذلك . فلعلنا جميعاً كل في أناته يتعامـل مع الآخر من واقع هذه الحقيقة الثابتة فيقيم محاور الود والترحاب للآخر.

Subscribe To Receive The Latest News