Thursday, October 25, 2007
إن رجال الصناعة الذين يعايشون الحقبة الحالية من النهضة الصناعية والاقتصادية التي تحياها مصر في هذه المرحلة لا يستطيعون تجاهل النظرة المحدودة التي كثيراً ما يصادفونها في المؤتمرات والحافل الدولية ، تلك النظرة التي يري فيها أصحابها مصر في صورة الجمال النائم ، القابع علي الساحل الشمالي من القارة الإفريقية حضارة فوق الخمسة آلاف عام وثلث المكتشف من رصيد الآثار العالمي . إن هذا المفهوم مع محدودية صحته إلا أنه يعبر عن حقيقة مصر الحديثة كما يمثلها الواقع وكما نراها نحن أبناء مصر، فإن مصر في الواقع هي حالة خاصة بكل المقاييس قلما تتشابه معها حالة أخري . ( متاح باللغة الانجليزية )
تنفرد مصر بموقعها الجغرافي الذي يقع علي قارتي آسيا وأفريقيا معا، بحيث يستطيع المرء بعبور قناة السويس أن ينتقل من قارة الي أخري قاطعاً مسافة مائة متر لا غير . وتعتبر قناة السويس بلا خلاف معجزة جديدة أنشأها الإنسان المصري حديثاً لصالح الإنسانية قاطبة دون تفرقة أو تمييز ، ويتأتي الإعجاز في قناة السويس أنها بنيت في عهد لم تكن الكهرباء ولا آلات الاحتراق الداخلي قد اكتشفت بعد ، مستعملاً في ذلك المتاح الوحيد لديه وهو القوة البشرية ، ومن الأدوات ما لا يتعدي معولا في يد ومقطفاً في اليد الأخري . ويغيب عن الكثيرين أن مصر في تاريخها الحديث وفي نهاية الخمسينات كانت تدير سوقاً للأوراق المالية يقع في المرتبة الخامسة علي المستوي العالمي ، وكانت تملك احتياطات ضخمة من الأرصدة الذهبية والمالية تحتفظ بها ببنوك إنجلترا ، مما دعا بنيت هانسون المحلل الاقتصادي الشهير أن يصرح في أوائل الستينات بأن الاقتصاد المصري علي وشك أن يحقق انطلاقة ينضم بها الي اقتصاد الدول المتألقة وذلك قبل أن يسمع أحد بزمان عن النمور الأسيوية وبرنامجها في الإصلاح الاقتصادي.