Wednesday, November 28, 2007
Al-Akhbar Newspaper 2007/NOVEMBER /30

مثلي الأعلى الذي بصدد النقل عنه فهو شخصية سمحة لا تخلو من المهابة نري في عينيها السمو والسماحة التي لا تخلو من الحزم والانضباط سواء كان ذلك علي جانب الذات أو جانب المتعاملين معه وعن هذه الشخصية الكريمة الجميلة العميقة المحتوي والمضمون والتي تقع من بمنزلة الأب الروحي انقل عنه هذا الدرس الذي اثري جانب من حياتي في تعاملاتي مع الآخر حيث استوعبت هذه الرؤية منذ حداثة تعاملي مع الآخر سواء علي مستوي خذ وهات أو خذ بس أو هات وخذ بعدين حيث اختصت هذه الرؤية الفلسفية في التعامل بالأفعال ومردودها وحسابات ذلك وأثرها علي الحياة التي هي من هذا المنظور أفعال وردود أفعال من قبل ومن بعد. ما إحواجنا جميعاً للتدبير في أفعالنا واضعين نصب أعيننا ردود الأفعال علي اختلاف جوانبها مقيسة بمقياس التكلفة والعائد سواء علي مستوي الفرد أو المؤسسة أو المجتمع وفقط من خلال هذه النظرة يصبح كل منا أكثر فاعلية وأكثر ايجابية وأكثر نجاحاً. ( متاح باللغة الانجليزية )

أن رد الفعل قد يتفق مع الفعل ذاته شكلا ومضموناً كقوانين الطبيعة وقد يختلف عن ذلك كلية كما نراه في تناقضات الحياة، فكم نري مثلاً من قاتل قتل صديقه في لحظة تهور بسبب جنيه أو سيجاره اقترضها الصديق ورفض أن يردها فضاعت الصداقة وضاع معها المنطق وأهدرت الحياة دون ثمة علاقة بين الفعل ورد الفعل. وعلي العكس من ذلك فكم نري من رد كريم وفاضل لفعل الإحسان في موضع الإحسان مع من يستحق الإحسان يفوق قيمة الإحسان ذاته. فيتفق ذلك مع قول الشاعر أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم – فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ – أما إذا قوبل الإحسان بنكران الجميل فان رد الفعل لنكران الجميل هو عدم استمرار الإحسان وكما قال احد الحكماء ” ليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر “. ما قصص الانتقام أو الأخذ بالثأر – وبخاصة في بلاد الريف – إلا ردود أفعال: إن لم تكن في وقتها ، إلا أنها تأتي قطعاً بعد حين. وإن لم تأت من الشخص نفسه فقد تأتي من أولاده أو أتباعه، سواء في مقتنياته، أو ما يجاوز ذلك. لاشك أن التعالي علي الناس له رد فعله أيضاً. وما الثورة الفرنسية الشهيرة في أواخر القرن الثامن عشر إلا دليل أكيد علي هذا الأمر إذ غيرت الإمبراطورية الفرنسية تغييرا كاملا وأتت بشعار ” الحرية والإخاء والمساواة ” ثم كان لظلم روبسبير رد فعل أخر، ثم كانت دولة نابليون بونابرت وتطورت الأمور. لذلك علي كل إنسان أن يعمل حسابا لكل فعل قبل أن يقدم عليه. ولكل قوله قبل أن يقولها لان أمراً واحداً قد تكون له ردود فعل متوالية خارج حساباته، وما أصعب ردود فعل القادة والرؤساء، إذ أن التاريخ لا يسقطها من ذاكرته أبداً، لذلك قال الحكيم العربي ” قدر لرجلك قبل الخطو موضعها ”

Subscribe To Receive The Latest News