Saturday, September 25, 1999
Al-Akhbar Newspaper 1999/OCTOBER /03

يبدو أن الإحتفال بإعادة توحيد ألمانيا قد طغي علي حدث أخر لا يقل عنه أهمية ليس فقط في تاريخ ألمانيا وإنما في تاريخ العالم كله ، فلقد مضت خمسون عاماً علي إنشاء جمهورية ألمانيا الإتحادية . إذ ولدت جمهورية ألمانيا الاتحادية في 23 مايو 1949 ، وكان هذا التاريخ هو ايضاً ذات تاريخ إصدار القانون الأساسي لألمانيا ” الدستور الألماني ” . ( متاح باللغة الانجليزية )

في رأيي أن القانون الأساسي لألمانيا هو من أكثر الدساتير إعلاءاً للقيم الإنسانية فهو يحتوي علي 146 مادة تتعرض فيها المادة الأولي وحتى التاسعة عشر لموضوع تأكيد الحقوق الأساسية للمواطن والتي منها الإنسانية والكرامة والمساواة وحرية التعبير وحرية الانتقال . وقد جاء في مقدمة البند الأول ” أن كرامة الإنسان لا تنتهك ولا تمس ويكون احترامها وحمايتها من واجب السلطة العامة “. والسؤال الذي يواجه الألمان الأن هو : هل كان ثمن الوحدة باهظ التكلفة ؟ هناك تحديات عديدة : لعل أهمها انه بعد أربعين عاماً من الانفصال لابد من البدء في خلق ظروف معيشية متشابهة بل ومتساوية يفترض أن تقدم لكل من يعيش الأن في ألمانيا ، أما التحدي الثاني فقد عبر عنه كورت لاوك عضو مجلس إدارة فيبا في دسلدورف عندما قال ” من الضروري أن تهتم ألمانيا بالإنتاجية الاقتصادية ” باعتبار أنها الطريقة الوحيدة التي تحتفظ لألمانيا برخائها لكي تستطيع أن تستمر في المنافسة عالمياً ، ومما لاشك فيه أن ألمانيا استطاعت أن تخرج من نطاق الدولة القومية إلي مفهوم أكثر اتساعاً وهو مفهوم أوروبا والعالم بالإضافة إلي الإتحاد الأوروبي ودور ألمانيا فيه ، فهي الأن رئيس مجموعة الثمانية التي اجتمعت منذ وقت قريب في قمة كولون .

Subscribe To Receive The Latest News