Tuesday, January 16, 1996
قدم د / محسن خضيرى ورقة عمل حول ” مستقبل التنمية الاقتصادية فى مصر ” تعرضت الورقة للاقتصاد المصرى الذى يمتلك بحق الإمكانيات لأن يصبح نمراً إقتصادياً حيث أن أوضاع التصحيح وأوضاع التطوير يمكن أن تضمن تنمية متواصلة فى إطار من التوازن الاقتصادى الكلى وبما يحقق الرخاء والازدهار وبفعل آليات فعالة لجذب وتخليق الفرص الاقتصادية شديدة الفاعلية .
ناقشت الورقة ظاهرة النمور الاقتصادية وهى إحدى الظواهر المصاحبة لختاميات القرن العشرين وأحد معالم التوجه نحو القرن الواحد والعشرين وهى ظاهرة لفتت أنظار المتخصصين على حد سواء الي الدرجة التى أطلق معها تعبيرات إصطلاحية شديدة القسوة وقوية المضمون من بينها ” عصر التحولات الجذرية ” ” عصر اللا ممكن ” ، لقد كانت النمور الأسيوية مجرد دول هامشية تعانى من الفقر والتخلف والتردي وهى معاناة لمسها كل من زار هذه الدول منذ أقل من ثلاثين عاماً كانت تعانى من الحروب الطاحنة التى سحقت عظام شعوبها ثم تحول كل هذا الى دول عصرية تكنولوجية تنعم بأعلى معدلات النمو الاقتصادى وبأعلى معدلات الدخول وبأعلى معدلات الديمقراطية وحقوق الإنسان وبأعلى نسب مساهمة فى التصدير وفى الناتج القومي الإجمالى وفوق كل هذا بأعلى نسب المشاركة فى صنع المستقبل كما يجب أن يكون ، دول صنعت فرصها الاقتصادية أو جدتها من عدم إعتمدت على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بشكل علمى وعملى فى كافة المجالات . أوصت الورقة بضرورة الاستفادة من تلك التجارب الناجحة التى أثبتت أن العالم قد تغير وعلينا أن نمارس معه قواعد التعامل والحركة التى تضبط إيقاع التعايش فيه وإلا كان علينا أن نفقد إتصالنا بالواقع وان ننكمش وأن نتلاشى ونفقد تأثيرنا وأن يتخلى عنا من كانوا حلفاؤنا بالأمس . فهل يمكن ان تصبح مصر فعلاً نمراً إقتصادياً ؟